يا صديقي

بين الفينة و الأخرى تتكرر الشكوى و كأن الأواصر بدت تستغيث من شدة ما يجد الأقران بينهم

يا صديقي تيقن بأن

العلاقات لابد و أن تبنى على وجود الاختلاف و التباين الشاسع بين الآراء و التفكير و العادات و ردات الفعل و التعبير عن المشاعر و إدارةالمواقف و غيرها من الأمور جملة و تفصيلا

و على كل شخص أن يدرك أن له حقوق و عليه واجبات سواء كانت علاقات من الدرجة الأولى أو غيرها

فمن سنن الله في الكون خلقنا و أودع فينا الأرواح التي تمتلئ بمشاعر لا نملكها؛ تتعرف على من يشبهها و تنجذب لمن تهواها

و مع صفحات الأيام و مرور الأعوام تواجهنا أشكالا من الأحداث و المواقف العابرة و بعضها تكون مفصلية في حياة أحدنا

هنا تكون العلامة الفارقة أو ما نسميه بالتصفية و التنقية و كشف للأغطية فإما تسر و إما تضر الفؤاد..

يا صديقي..

عامل كما تحب أن تُعامل، و لا تظن السوء برفيقك، و إن حدث في نفسك شيئا فحاور و تخير الوقت الذي يناسب و أفصح بصراحة، و اجعل صبغة الود و الحب جلية في كلامك و كن هينا لينا، و احذر العتاب المتكرر

حافظ على الحدود بينكما فلا تكون القريب الذي يُمل منه، و لا البعيد الذي يُتكلف لأجله

اعلم يا صديقي

بأن الاهتمام و التفقد و الاحترام و الكلمة التي يغشاها ندى الحب سر الألفة و بقاؤها..

لا تكذب..

لا تتخفى خلف ستار الكذب مهما حدث فالمؤمن لا يكذب..

و ما جُعل الكذب من صفات المنافقين إلا لأنه يفقدك الأمان مع من هو أمامك فتكون في ريبة دائمة تجهل صدقه لتأمنه و تخاف من كذبه فتحذره و تصبح العلاقة مرهقة لا تؤتي أكلها

العلاقات التي تبنى على الصدق تكون سندا لجميع الأطراف و أمانا من فواجع الزمان، ففي الشدائد إما مواسين للألم أو يتقاسموا الأحزان و كأن مصابك مصابهم

و يبتهجون بالأفراح و يباركون في النجاحات و لا يغيضهم نعمة حلت بك و يألمون لِهَم ألم بك

يا صديقي..

من كان جاهلا ليتعلم و من أخطأ قديما فليتب و التوبة تجب ما قبلها و من كان في القاع فليربأ بنفسه و ليترفع

تأكد أن لا غنى عن العلاقات

فلا تكن وحيدا و الناس فيها الجميل كما فيها القبيح فتخير من يجانسك، و أنت يستحيل كمالك و الجميع كذلك، فعيوبك تستتر عنك و لاتخفى على من حولك و أنت ترى عيوبهم و قد تخفى عليهم فصار كلا منا يعظم حسناته.

يا صديق قلبي..

خذ بالتغاضي و الحلم لبقاء الود ما استطعت و لا تغفل عن ازالة الأذى عن قلب رفيقك و انصت لضجيج صدره و اعلم أن في صمته من الكلام ما يعجز عن البوح به، و لا تنسَ أن المشاعر و التعاملات في ديننا مما تؤجر عليه، فلا يغرنك ما تدعيه قوانين التنمية البشرية المخادعة المخالفة لدينك و ما فطرت عليه حاجات البشرية لبعضها البعض في سرعة التخلي و العزلة و ما شابهها.

و أخيرا

كن بسمة لشفاه أحبابك ففي صوارف الحياة ما يرهق.

كتبته/ أحلام الشريف

1443/7/20