دائما يقال: من طول الغيبات جاب الغنايم
وطالت بنا والله الغيبات عن التدوين وجابتنا الغنايم،،،
،،،،
بين كل شروق شمس وغروبها تنطوي قصص وتروى حكايا لحيوات متباينة
فنسمع عن فقير يودع شقاء الحاجة في لحظة ومريض يُبشر بالعافية بين عشية وضحاها، وغني تنزل به فاقة، وآخر يتضجر من عمله، وعاطل يبحث عن لقمة عيشه، ومن أصبح باكيا قد تغيب دمعاته مع فلول الشمس ويتبدل حزنه فرحا، ومن غابت سعادته مع الزوال قد تشرق مجددا مع الشمس ضحكاته، فكم شروقا كان بداية ألم أو بداية لأمل وكم من مغيب كان نهاية لسعادة أو لحزن!
فالحياة لها وجوها كثيرة وسبل عدة ونحن بين دروبها سائرون مرة حيث نريد وتارة تصل بنا الأقدام عند مالا تشتهيه النفس ولم يكن بالحسبان حتى!
كثر هي الأحلام التي نتوق إلى عناقها بكرة وأصيلا نرقبها دون ملل على شواطئ الرجاء متأهبين للقائها مع كل فجر ننتظرها وبعد غروب كل شمس لتأتي مداعبة للجفون وتضحك معها الشفاه،
وتلك الآمال التي نتفاءل أن نمسك بها بعد أن حلقنا معها كثيرا ثم أخذتنا الجرأة في أن نجعلها أهدافا نسعى لنجاحها لأن لا مستحيل بعد تفويض الأمر لله ابتداء ثم العمل بالأسباب وشق الطريق بالمحاولة و التكرار حتى تقر العيون بها ابتهاجاً
فكل صعب يلين و كل غير ممكن يكون حينما يقول له الله-سبحانه وتعالى- كن فيكون
وأعظم الأسباب وأقواها هو إتيان الباب الذي لا يغلق في وجهك على جميع حالاتك أكنت غنيا أو فقير، صغيرا أو كبير، ذكر أو أنثى، عربي أو أعجمي لا يضر كيف هي حالك المهم والأهم أن تقف دون ملل وتُلح دون كلل لأن خزائن كل شيء بيديه سبحانه وخزائنه ملأى فمن تمسك بالدعاء كغريق ينجو بإذن الله!
لفتني تعليق ابن القيم -رحمه الله تعالى- قائلا:
(الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه، وحصول المطلوب)
(…قد قدر له مطلوبه بسبب إن تعاطاه حصل له المطلوب، وإن عطل السبب فاته المطلوب، والدعاء من أعظم الأسباب في حصول المطلوب)
تخيل أن هناك ماقدر لنا والحصول عليه يكون بالدعاء وتخيل لو أننا لم ندع!
كم من دعاء وافق قدرا وكم من دعاء وإلحاح غلب قدر!
وفي شرح حديث يستجاب أحدكم مالم يعجل أنَّ مِن أسبابِ إجابةِ الدُّعاءِ المُداومةَ على الدُّعاءِ والإلحاحَ فيه،
فلا تتعاظم حاجتك على الله وهو من بدأ خلقك لا يعجزه شيء وأنت العاجز عن كل شيء!
ما الذي يعجزك عن الطلب وتكراره! هل استثناك الله بعدم الإجابة! حشاه سبحانه المعطي، لا تستسلم لفكرة وسواسية من الشيطان وأقدم على بابه ويداك فقيرة إلى غناه وقلبك منكسرا لجبره!
من أعطى زكريا الولد، ومن عافى أيوب، ورد يوسف ليعقوب، وأعز يوسف وأخرجه من الجب والسجن حتى صار عزيز مصر، وأمّن خوف أم موسى وحرم عليه المراضع غير الله سبحانه!
لا يعطي إلا ملك وغني وقادر وهو سبحانه وتعالى ملك وغني وقادر إسما وصفة!
لا يطلب منك الكمال ليعطيك بل خلقت ناقصا لأنه هو سبحانه الكامل وحده!
فلا حلو دون مر ولا سهل دون صعب هي الأضداد تتعاقب فينا كتعاقب الليل و النهار، تغير الحال هو الثبات في الحياة
المهم و الأهم أن يستقر في الفؤاد أن كل ما هو لنا آت لن يضيع، وأن سنة الله في أرضه تعاقب الأحوال ولو أدرنا أعيننا في الكون لرأينا كم من الأحلام كانت في سماء مخيلاتنا هي واقع اليوم نسينا كيف كنا نظن أنها لن تصير!أرّقتنا أيامًا وليال طوال ثم باتت من الموجود الذي ألفناه!
نعوذ بالله من العجز و اليأس و إن تأخرت العطايا أو صعب الطريق فنحن آخذين ما نطمح ثقة بالله في الوقت الذي قد قدر له و بالكيفية التي يعلم الله فيها الخيرة لنا، والجهد لا يذهب سدى، فالسعي الذي يبذل يثمر ولو بعد حين، وربما يؤتى الإنسان من قبل نفسه حين يدعها دون خط بين تسير عليه، فما نبت شجر دون زهر و لا أزهر شجر دون ري!
فكيف بقصد باب الله والإلحاح في هذه الليالي! ألن يغلب جود الله مطالبك!!
كان عليه السلام أجود مايكون في رمضان فكيف بجود الجواد سبحانه!
لنعكف على حاجاتنا فبين كل أذان وإقامة لاترد الدعوات وفي كل سجود أقرب مايكون العبد لله وقبل كل سلام من الصلاة موطن إجابة، و للصائم دعوة لاترد لم يشترط وقتها بل مادمت صائما فاطلب الله!
عشر ليال كلها غنائم فيها ليلة لا يخفى على أحدنا فضلها ولكن ربما نتفاوت في النيل من نورها وبركتها، لنعقد النية أننا لن نربح حتى نبلغ بإذن الله.
اذكروني بدعوة والملك يقول لك ولك مثلها
كتبته/ أحلام الشريف
صبيحة الأحد 21 من شهر رمضان للعام
1445
31 مارس 2024
لافض فوك يا راقية ♥️♥️..
ما أجملك، سلمت ودمت ♥️
تقبل الله منا ومنك الصيام والقيام ومباركه عليك العشر ياجميلة الحرف وأنيقة المعاني
مرحبا وحبا يا صديقة ☺️ بشرك الله بالقبول وأقر عيناك بما يسرك،،