و أنت ماذا تود أن تكون؟

8

عرفنا و تعلمنا معان لمصطلحات تطلق على صفات نرى من يتمثلها في شخصه وتعاملاته، و يكون مدى استيعابنا لمعناها الحقيقي والفارق بينها وبين الضد منها فهما سطحيا نوعا ما،

 وثُم تأتي المواقف بدورها وهو النحت لإبراز ملامح المعنى المعنوي وإخراجه من إطاره المعنوي إلى الحسي وكأن الصفة تتجسد معالمها للحد الذي يجعلك تتحس منحنياتها وأبعادها وإدراك جمالياتها والشعور بمدى سَوءة ضدها،

أو تكون على العكس تماما ربما في لحظة واحدة يُهدى لك منحوته غابت عن عينيك كثيرا حتى أتى لك بها فلان من الناس في ذلك الموقف،، ثم لاتجرؤ على نسيان تلك المجموعة من الصفات قيمتها و أهميتها وجمالها أو سوءتها فتجعلك تربأ بنفسك عما يشوهك منها و تدفعك أخرى إلى أن تعض عليها بالنواجذ إن كنت قد تحليت بها أو السعي للنيل من حسنها وجعلها جزء منك لسموها، فمثلا كثيرا وجدا ودائما يتردد على أسماعنا الحديث عن ذم صفة البخل أو الكذب أو الخيانة ….الخ والتغني بجمال صفة الوفاء بالعهد و الكرم و الأمانة..الخ، فقد لا تعي مدى بغض البخل حتى تتعرض له! فتدرك القيمة العالية و الصورة الجمالية الأخاذة في الكرم

أو دائما ما اعتدت على سماع حكايا عن الأمانة و الوفاء ولكن تختلف نظرتك حينما تعايش مواقفا يفي لك صاحبها بوعدٍ و يحفظ لك سرا أوعلى النقيض تماما حينما تمسّك خيانة أو غدر وكأنك بين التفاتة عين وانتباهتها كل معنى يأخذ شكلا في إطارا خاصا به فيصبح لديك العديد من اللوحات المختلفة عن غيرك بناء على تعاملاتك و خبراتك التي حظيت بها  وأصبحت تفرق بين تشابه معاني السمات، وبين كل سمة وأخرى تفاوت في أولويتها لديك مقترنة بأسماء لامعة في ذهنك أبت الانفكاك عنها فأنت بين ابتسامة و آه على حسب حظك الذي نلت فذاك الذي آثر نفسه عليك في وقت ما؛ كل مرة يُذكر فيها الإيثار تتذكر الساعة تلك و تفاصيلها حتى تشعر بمشاعر ذات اللحظة التي ربما مرت عليها أعواما ولت ولكن تجدك مبتسما داعيا له تشعر بمشاعر ود تجاهه، و آخر أمنته فغدر بك في ساعة لم يساورك فيها شك في مدى صدقه ولكن تتكشف لك الأمور بعكسها فيبقى شعور تلك الساعة يتجدد فيك مقرونا باسمه و متبوعا بآه كلما مر عليك الحديث عن الغدر أو الأمان،،وهكذا،،

فتخيل لو أنك خيرت أن تكون رمزا لصفة واحدة ماهو خيارك في عامك الجديد؟

و كم منحوتة جميلة لديكم؟ ولمن؟

أشعروا أصحابها بجميل صنيعهم ليعلموا حجم ذاك الأثر،،

عائلة مدونتي دمتم بخير و أيام هانئة، شاكرة وسعيدة بتلك العينين التي تقرأ.

كتبتة/ أحلام الشريف

1445-2023

8 تعليقات
  1. غير معروف يقول

    اختيار لفظ (منحوتة) يدل على عمق المعنى الذي يحاول قلمك نحته في مشاعرنا،، يالجمالك.

    1. ahlam يقول

      سلمت على هذه القراءة،،💐

  2. غير معروف يقول

    المروءة
    أشعر بأنها صفة تحمل في طياتها عدة صفات

    1. ahlam يقول

      بالفعل جميييلة 🫶🏻

  3. كفاية يقول

    السؤال عميق فعلاً ، لعلي أود أن أكون صادقة فقط..

    1. ahlam يقول

      رائع و جدا 👍🏻

  4. كفاية يقول

    جميل حديثك وكم نحن بحاجة لمنحوتات حقيقية ؛ بعيدة عن الكلام ..

    1. ahlam يقول

      👍🏻💐

اترك ردًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.