مالم يحدثونا عنه
ها أنا كعادتي أجر خطاي نحو الأماكن الفارغة و البعيدة لأكتب..
لا أعلم حقيقة مالذي سأدونه و لكن الذي أثق به جيدا أنني أتعافى بالكتابة.. كيف ذلك؟ لا أعلم!
ففي كل مرة أمسك فيها بقلمي لأجل أن يسيل مافي صدري من قصص و حكايا امتلأتُ بها أجدني أنفض عن جوانحي ما تراكم فيها ثم يتسلل النور داخلي مجددا و لو كان بشكل بسيط..
و أنا أتأمل ما مر بي ما بين حاضر و ماضٍ لمعت في سماء أفكاري نجوما خلّفتها تلك المراحل المختلفة فأصبَحتْ نورا أهدتي به عندالمُلمات..
نشأت تحت ضلال أمان يُسمى والدايّ♥️
سارت الأيام سريعا حتى تجاوزت عددا من السنين فقدر الله لي أن أفقد الملجأ الأول أو الحضن الشديد و كان أول هزائمي وفاة والدي، ثم أكملت خوض الحياة و بحارها حتى ماج موجها و أغرقتني صديقة لي بخذلانها فقد أخطأت إختيار المركب الأخوي بصحبتها..
علمت عند إذن كيف معنى أن الثقة حينما تبتل بمياه الدنيا و مصالحها تصبح غير صالحة للاستخدام مدى الحياة..
ثم أدركت جيدا أن لبحار الحياة بواطن مظلمة يجب علينا أن نتعلم كيف نتجاوزها و أن المصباح الذي يرافقنا لابد أن يكون الحذر و الحيطة مع التأني كثيرا، و لنا في الناس أبدال و في الترك راحة..
فمضت أيام و ليال و مضى معها ما مضى..
و بين تحقيق حلم و تشاف من فواجع الفقد في هذه الدنيا و في وقت لم يكن بالحسبان قُبض صفي روحي و حبيب قلبي ففُجعت به و بقيت بين الذي يخاف أن يفقد (و بشر الصابرين) و بين التي حالها
( وأصبح فؤاد أم موسى فارغا)!
كُسرت في عيناي مباهج الحياة!
فالحب شيء!
و الفقد شيء!
و فقد حبيب أشياء مختلفة تماما..تشبه اصابتك بفقد العافية –حفظ الله لكل منا عافيته–
أتعلم أن من العافية أن تألف وجود صديقك و حبيبك و أمك و أبيك و أخيك و زوجك! و في فقد أحدهم بلاء و التعافي منه درجات كما أن للحروق في طبقات الجلد درجات و لكن مصيرها للتشافي..
عند كل مرة أتعلم كيف أواجه ما يعترض طريقي ثم بفضل الله أنجو و أنا ممتلئة بروح جديدة و مشاعر متفائلة.. و لكن هذه المرة حاولت كثيرا و بطرق شتى و لم أنجح!
نعم للأسف لم أنجح..فشلت فشلا ذريعا و لم يكن ناتجا عن استسلام مني و لكن كان بحكم الفرض الواجب الذي لا مفر منه.. علمت حينها أن من المسلمات التي لابد لنا منها التسليم و الرضا طوعا أو كرها فهذه عقيدة!
إنني أقتل الحنين في قلبي لكي لا أتألم!
و أهجر الشوق طوعا لأستطيع الحياة!
ما أود قوله أن الأمر ليس بالسهولة التي تظنها أبدا
هي تفوق تصورك، و لا تملكها بيديك و لا تقدر على ترتيب ما يحدث بعدها و لا كيف تتعامل معها، هي من وعثاء السفر في هذه الدنيا فماأربط به على قلبي و ما أحدث به قلبك كذلك أن كل قدر يقدره الله لا يكون إلا خير، فمن فقه أن ناصيته بيد رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما عَلِم أن الأمر كله بتدبير من كَمُلت أسماؤه و صفاته العالم و العليم الذي يهيئ لنا ما يلائمنا بالطريقة التي تكون لمصلحتنا!
لم يحدثنا أحد من قبل بأن الفقد يأكل القلب و يُميت حياته..!
ليتهم قالوا لنا أن المصائب واجبة و تشيخ بالأرواح و إن كنا في عمر الزهور
ليتهم رسموا لنا شكل الخوف و الفقد ثم أخبرونا عن المخارج الآمنة
ليتهم حدثونا أن في الخلائق من تغلبه نفسه الأمارة بالسوء فيخونك بعدما تأمنه
ليتهم أخبرونا بأن طرق الحياة وعرة و أن الصبر فيها مُر و حلاوته لا تأتِ في غمضة عين و أن راحة القلب في الرضا و أن إرادة الله تغلبالأسباب لأنه أعلم و أحكم فعليك أن تُسلم بقلبك و لا يكون هذا التسليم واقر في قلبك إلا بإطالة سجودك و طلب ذلك منه سبحانه مع تعاهدكتابه!
ليتهم قالوا لنا أنه يجب علينا أن لا ننفك عن القرآن في كل يوم و ليلة إلا بعد أن تكتحل أعيننا بآياته و ألسنتنا تستقي من حلاوته فلا تجف صدورنا و تصبح جوارحنا ندية مورقة رغما عنا ..
يا صديق حرفي و قارئ كلماتي تيقن
بأنك لست الأول و لا الأخير ألما و لا الأشد بلاء و لا الأكثر فقدا و لكن قد تكون ضمن دائرة البلاء نعم!
ما تحتاج إليه أن تؤمن بأنها ستنتهي أيام البلاء فهي مثل فصول السنة تأتي و تذهب
و ستبدأ الحياة بك حينما تدرك أن الراحة في الخلود الأبدي بين رياض الجنان الذي لا موت فيها و لا فقد و هذه هي حال الدنيا
يا صديقي..ليس لك أن تيأس من أمر ما!
هل تتذكر أول آلامك و أول دمعاتك و خوفك و انهزامك!
و هل تتذكر الليالي التي كان سوادها يغشى نهارك فكنت تشبه الجثة الهامدة! كم فكرت و حاولت أن تجد مخرجا لروحك!!
هل تتذكر محاولاتك النفسية و تصبرك و لجوئك إلى الله!!
ثم كم من خير كان في دمعتك التي لا تعلم انت منها غير أنها مؤلمة!
كم شر صُرف عنك لخير يريده الله بك و أنت تجهل ذلك و لو علمته و أدركته لهدأ قلبك و ارتاحت روحك!
ارض بما يكون بعد عملك للأسباب و تأكد أنك تجهل الخيرة لأن الرضا هو أمانك
فإن ضاقت عليك فالله واسع و لا تحسبن أن آلامك و ما ألم بك تذهب سدى فالله شكور يشكر للعبد صبره و تصبره و مجاهدته و حسن ظنه.
أنت لست ضعيف و لكن قد تتعب من شدة المقاومة! لا بأس فكل ما بذلته في كتاب عند ربي لا يضل ربي و لا ينسى
الله يحصي لك كل الحياة و همها و كدرها و تقلبها
و وجعها لا يغفل عن شيء أبدا حتى الشوكة تكفر سيئات و ترفع درجات.
طهور لكل روح متعبة و العقبى لكم بالمسرات
و طبتم و طابت أيامكم بالهناء و العافية.
كتبته/ أحلام الشريف
كلام جميل ورائع يلامس ما بداخلنا .. هكذا هي الحياة دار كبد .. لا غيب الله الفرحه عن قلبك الجميل ..
أهلا ميسو..شرفت بك 🌷
دامت سعادتك و بهجة قلبك
كيف لكلماتك ان تلامس قلبي لهذا الحد ؟!
سلمت يمينك 🤍
سلمت و دامت الفرحة لقلبك ♥️♥️
حدثتنا الحياة عن هذا ، هي أشياء لابد أن تُعاش كي نعرف كيف نتجاوزها.
أهلا بصديقتي♥️ هي هكذا.. و أنا أخبر من هم بعدنا🌷