لذا نحن نكبر بالتجارب لا بالسنين
نعيش الواقع و فيه شيء من أحلامنا و أمنياتنا و على الضفة الأخرى تمر بنا العثرات و العقبات و أنواع من الابتلاءات، ليس بالسهل في كل مرة أن نقف و نحاول و نكرر و ننجح و نسقط و نقاوم و ننضج، كما أنه ليس بالمستحيل، و لكن جميع تلك المحطات تأخذ منك
من روحك وسعادتك و تفاؤلك و حبك و نظرتك للحياة و ما فيها؛ لذا نحن نكبر بالتجارب لا بالسنين..
الحزن يبقى حزنًا، و الكسر يبقى كسرًا، و الفقد هو الفقد، و كل ذلك له آثاره؛ فنحن لا ننكر ما نشعر به و علينا تقبله..
لا نستسلم، نعم! لكننا في الحقيقة نتغير؛ لما جبلت عليه بشريتنا من ضعف و نقص، نجابه بشدة، و نتناسى لنسلو و لكن نتألم، نضحك ونحلم و لكن ليس بالقدر الذي كنا عليه بل بجهد أقل، و بروح فيها الكثير من الندبات، يقل الشغف ، نزهد في الكثير من الأمور؛ ليس إلا نتاج تجارب و سقطات و دروس و أقدار.
لا يوجد دائما تغييرا كما نرجو، و لكن هناك تغيير نتقبله و نتصالح معه-على حسب طاقتنا و استطاعة تحملنا و بقدر ما يمدنا الله به من قوة-.
ولذا فالنظرة البعيدة و الحكمة و الرضا و التقبل لا تأتي و نحن على كراسي الاسترخاء!
بل هي أمور ندفع لها مقابلًا من نفسياتنا و أيامنا و أحلامنا و روحنا الطفولية و تفاؤلنا و قوتنا النفسية..
كل أمر يلزمه مقابل؛ لأننا في كبد، لسنا أقوياء دائمًا و لكنا لا نرضى للضعف أن يتمكن من أرواحنا، نجاهد بقدر استطاعتنا، لن نكون ناجحين دائما في الشروق الذاتي كما أننا لن نقعد على عتبات الظلام فنحتضنه، و نعيش بين أستاره، بل نستسقي من أوقات السحر لنرتوي ثم يكسونا شيئ من النور الذي يغلب العتمة دائمًا….
وهكذا تمضي الحياة بنا
بين حلو و مر و يأس و أمل.
كتبته/ أحلام الشريف