من أجل ذلك أكتب!
أعدك، بأن الغد سيصبح اليوم، بقدر ما تستحق.
،،،،
ما إن يضع أحدنا رأسه على وسادته، ويختلي بنفسه، ويلتقي بهمومه وآماله وتفاصيل يومه الذي انتهى، ويراجع خيباته، ونجاحاته وتفاصيل يومه، أو حينما يجالس هاتفه وفي أثناء تصفحه يقع على مقطع مرئي يلامس بغيته ويحفزه، أو بعد محادثة صديق، أو في نهاية لقاء أحبة وبعد نقاش حول جوانب حياتية مختلفة؛ إلا ونمتلئ رغبة، ونشع أملا، وتتعاظم فينا الهمة بتفاؤل فنتحدث مع عائلتنا الوجدانية؛ التي تتكون من طموح، وأهداف، وأفكار وأمنيات أسميها العائلة الوجدانية قائلين لها
في مستهل الشهر، بل مع بداية هذا العام، أو من الغد، ستكون البداية
لاتخاذ خطوات جدية وامتثال خطط محكمة لممارسة المشي، للقراءة، لمقاومة الأفكار السلبية، للمواظبة على ذكر ما، لمحاولة التغيير إلى نمط حياة أكثر إيجابية…… إلخ والكثير من العادات التي يطمح كل أحد في التخلي عن سيئها وبناء أجملها، ولكن غدا!
الغد المجهول الذي ليس له تاريخ ولا اسم على التقويم!
ومع كل غد مضى، ودون شعور، يغرق جزء منا في التسويف حتى يصل بنا حد الإيذاء بالنفس! سواء بالانطباع الشخصي عن الذات، أو بازدياد المسافة بين ما نريد وبين مستوى الغرق في بحر التأجيل المتكرر مع الجهل بأدوات النجاة
عند كل مرة نقول فيها غدا، لا ننسى أن الغد هو اليوم الذي نعيش فيه، ومن أجل أن نجعل من الغد المجهول معلوم
أولاً يلزمنا الوعي بمدى سوء التسويف، ولنعترف أنه مميت لروح الحياة، و وحش آكل لمن استسلم له، وقاتل لألوان البهجة، ومن أجل إيقاظ الدافعية التي نحن بحاجة لها؛ لنتأمل بعمق ثم نجيب على التالي:
هل أستحق أن أشعر بلذة الإنجاز؟
هل أستحق أن أكون أجمل مما أنا عليه اليوم من عادات؟
هل أستحق أن أفرح لذاتي، وأقف معها -بعد الاستعانة بالله- والصبر على مشقة البداية مقابل أن أكون كما أحلم؟
إلى متى وأحلامنا، بل وتغيير عاداتنا أحلام؛ وليست واقع!
بعد -الاستعانة بالله تعالى- ثم بالإجابة الصادقة نضع أول لبنة لبناء الدافع نحو التغيير، بإذن الله تعالى، ثم أقترح هنا حلولا عملية مختصرة جمعتها لتعيننا -بعد توفيق الله- على الانفكاك من أسر التسويف.
و لنتفق، أن من الطبيعي جدا صعوبة البدايات والإخفاق في الالتزام؛ ويجب علينا أن نتمسك بإعادة المحاولات حتى الثبات، ثم العمل بهذه الخطوات:
- تحديد الأولويات والأهداف: ترتيب المهام بناءً على أهميتها.
- تقسيم المهام: تقسم المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة وقابلة للتحقيق هذا يجعلها تبدو أقل إرهاقًا ويساعد على تجنب التسويف.
- وضع خطة زمنية: مثال للتوضيح إنجاز قراءة كتاب خلال شهر، كل يوم ربع ساعة
- استخدام المكافأة والتحفيز
- التخلص من التفكير “كل شيء أو لا شيء”: تجنب التفكير بأنه يجب أن نكون مثاليين أو أن تنجز كل شيء دفعة واحدة، تقدير التقدم الصغير خطوة هامة نحو تحقيق الأهداف.
- البحث عن دعم ومساعدة: التحدث مع صديق أو الاستعانة بمدرب حياة أو مستشار يمكن أن يساعد في تحقيق الأهداف.
- المرونة والتكيف: تقبل التغييرات في الخطط قد يكون ضرورة. إذا لم ننجز مهمة ما كما كنا نأمل، من المرونة إعادة التخطيط للعمل عليها في وقت لاحق.
- تذكُر حلاوة النتائج.
لنجرب نفض غبار المماطلة دون اشتراط؛ ليس بالضرورة أن يستهوينا النهوض والبدء، ولا يلزمنا الاعتماد على يد أخرى لنقف، بل نحتاج أولاً إلى اتخاذ قرار👌🏻
أن نقرر التخلي عن مستنقع الركود الذي أصبحنا فيه بسبب التسويف، ثم الشجاعة في مفارقة منطقة الراحة التي اعتدنا عليها حتى ألفناها فجعلت من الأماني البسيطة و الممكنة مستحيلة!
سيبقى الاستيقاظ صباحا أمنية مستحيلة لكل من استمر في تعظيم شعور الراحة الحالي باعتياده على السهر!
قرأت مرة مقولة تقول : “يعتقد الإنسان أن لديه دائمًا وقتًا كافيًا للقيام بكل ما يريد. لكن يومًا ما سيكتشف أنه قد أهدر حياته في التأجيل.”
واليوم أنا أكتب هذه المقالة من أجل ذلك؛ من أجل ألا نصل إلى ما تصفه هذة المقولة، مازال هناك وقتا للاستدراك، و كثيرا ما أكرر هناك متسع مادمنا على قيد الحياة، ومن أراد فعل.
كل أمر صعب ما لم نبادر، يا صديقي قم لنبدأ.
كتبته/ أحلام الشريف
٢٢-١-١٤٤٦هـ
الله الله !
جميلٌ ذاك الاجتماع العائلي
وجميلةٌ تلك الخطوات المُعينة في النهاية
ما أحوجنا في بداية عامنا الهجري الجديد 1446 أن نقرأ مثل هذا
شكراً للفكر الذي يجعلنا نُبحر في المقال حتى نصل لنهايته دون أن نشعر به
سعيدة بهذا الشعور الذي وصل إليكم🪷
دمتم بلسما