🖊️ التشافي بالكتابة
يقول الأديب التونسي حسونة المصباحي:
{الكتابة أنقذتني، وأنا ما زلت شاباً في ذلك الوقت، كان يمكن أن أدمر وأغدو فأر مستشفيات، لكن الشفاء جاءني من الكتابة ومن حرفة الأدب}.
-١-
في يوم الاثنين الموافق 4-4-1446 هـ، قدمت دورة تدريبية بعنوان
“التشافي بالكتابة”
وكانت لمدة ثلاثة أيام متتالية.
عنيت فيها بمتانة المادة العلمية المقدمة، مع الممارسة العملية في الحدود المتاحة، بدءاً من أيام الدورة الأولى، ثم الاستمرار في التجربة الكتابية مع المتدربين لمدة أسبوع، وفق تدريبات تُعين على البدء في السرد من خلال أسئلة مفتاحية، وإلا فالأصل في كتابة التشافي أن تكون حرة، يبدؤها صاحبها كما يشاء.
وقد تضمنت الدورة تفاصيل حول ما يجب وما لا يجب، وأشرنا إلى هذه الأمور خلال الأيام الثلاثة للدورة.
كانت رحلة مواجهة بين القلم والذات كما وصفها بعض الكتاب، وقال أحدهم عنها:
{الكتابة نجاة من وجع الحياة، وهي الملجأ الأليف والحنون بالنسبة لي}
بدأنا الحكاية مع بداية تاريخها وقصة اكتشافها على يد الدكتور جيمس بينيبيكر، وكيف تضافرت الأبحاث وتوالت في إثبات مدى فاعلية الكتابة في التعافي.
و تطورت الإشارة إلى هذا الأمر ولم يغفل عن ذكره المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية https://ncmh.org.sa/articals/122
ثم وقفنا على أمثلة لكتّاب خاضوا تجربة التشافي بالكتابة، وكيف أصبحت صفحاتهم روايات يتلقفها الناس من رفوف المكتبات لقراءة قصصهم التي خبأوا أسماءهم خلف كنى مستعارة. وكيف كانت المذكرات لبعضهم طريقاً نحو التجلّي من عوالم المشاعر الضبابية إلى التنظيم وإعادة التوازن.
ولأن الوعي بأهمية الأمر يعين على الالتزام به حتى الوصول إلى النتيجة المرجوة، وقفنا على الدراسات التي تصف مدى علاقة الكبت والتوتر وانعكاسهما على الصحة الجسدية، وكيف يلعب القلم دوراً في الفضفضة وتأثير صاحبه بالآثار الإيجابية مما يُعين على تحسن الصحة النفسية، فينعكس على ملامحه الجسدية، وأثر الكتابة باليد وتأثيرها على المخ والأعصاب ومدى فاعليتها علمياً.
-٢-
لماذا كانت الكتابة؟
توقفنا عند هذا الاستفهام وقفة علمية، ورفعنا الغطاء عن أسرار اختيار الكتابة أداة للفضفضة، مع التأمل فيما يميزها، وكيف كان التركيز أو الخصوصية يمثلان سراً من أسرارها، وغير ذلك من النقاط.
استعرضنا أنواعها مع إعطاء كل نوع حقه في التجربة،
وعشنا كيف أن الحكمة ليست بالوزن وإنما بالزمن
كيف يمتلئ الواحد منا بالتفاصيل الحياتية الكثيرة حتى تُبنى منها عوالم في دواخلنا، من مشاعر عابرة وأخرى مقصودة، وحوادث فاجعة، ورسائل لم تُكتب، وأحرف تتزاحم، وأحلام مبعثرة، وأهداف متجددة، تكون حينها الكتابة الأداة الناطقة في تلعثمنا، والمنصتة في حاجتنا، والقريبة في غربتنا، والصديقة في عزلتنا؛ تلمّ شتات الأفكار، وتبني جسرًا بينك وبين ذاتك.
من أراد أن يجرّب فاعليتها، فليصحبها ويصبر عليها، متخذًا شعارًا توشحناه في تلك الأيام
المهم أن تكون، لا أن تبدو؛ أي أن تكون بخير حقًا، لا أن تبدو كذلك وأنت على غير ذلك
وهذه بعض الروابط لمن يهمه الأمر في القراءة عن التشافي بالكتابة
https://blog.changecompanies.net/james-pennebaker-expressive-writing
https://www.elconsolto.com/tag/872321/العلاج-بالكتابة
تمت هذه الدورة بتوفيق من الله وحدة وحظيت فيها بشركاء النجاح من إدارة معهد تمكين للتدريب والتطوير، وبجهودهم الاحترافية التي بُذلت في التنظيم، وكذلك بعد توفيق الله، فريق الدعم المميز في عطائه، والمتدربين الفضلاء.
دمتم بعافية، و دامت قلوبكم آمنة
كتبته: أحلام الشريف
1446-4-22