أنا أكتب، إذن أنا لازلت على قيد الحياة ، ومع كل حرف لي ميلاد جديد.
،،،
وقعت في غرامها منذ زمن بعيد ومن ذلك الوقت لم أنفك عنها وإذا لم أبادر إليها تظل تلاحقني في كل مكان وتلح علي إلى أن انفرد بها على طاولة ممتلئة بأكوام من الورق وما إن أبدأ في جمع الأحرف ونظمها على بياض تلك الأوراق حتى تصير القصص كعقد ورد يفوح شذاه فتحلق معها روحي وينشط ذهني بمجرد أن أنتهي منها
بدأت علاقتي بالكتابة دون أي تخطيط سابق أشعر بأنها ولدت معي فأنا ابنة القلم، كبرت مع الحرف ونشأت بين الأسطر
نسجت حكايا ماضيّ وحاضري وأمنيات مستقبلي بين الصفحات
أنا هنا بين الأسطر أدون بصوتي المبحوح والمرتعش والخائف والحزين والساخط
وأكتب المشاعر، وارسم الفرحة كلمات، وألوّن اللحظة العابرة برواية متأنقة أنقش تفاصيلها تاريخها وساعتها
بقيت أحرفي دائما جناحيّ زاجل يحمل رسائلي امتناناً، وحبا، وعتابا ونداء هي صوت صمتي
كم مرة كانت الكتابة لي الصاحب في المقهى مع كوب قهوة والرفيقة في مقصورة قطارأو طائرة
والعائلة في الغربة والصديقة في الوحدة
هي أنا حيث كانت
لم تكن الكتابة إلا آمنة منصتة، تخرجني من ضيق نفسي إلى رحابة الحياة
لغة الكلام حين يصيبني البكم تجاه موقف ما
فأنا أكتب لأتنفس لأتعافى لأعانق وأصافح المعاني والأشخاص.
من اعتاد عليها أدرك ما أقصده فهي تشبه أقراص الدواء المهدئة وهذا أحد فنونها وهو ما يسمى بالتشافي بالكتابة ولهذا العالم تفاصيل يطول ذكرها ولكن على سبيل المثال من رغب في تجربة شيءٍ من لذائذ هذا الفن عليه أن يلتزم مدة أسبوع واحد أو ثلاثة أيام ويجيب على أحد هذه الأسئلة:
اكتب ما تملكه ولا يشترى بالمال!
سجل في نهاية يومك كم شيئاً فقدت؟
هذا النوع من الكتابة يمس النفس ويكسبها الرضا يقول الكاتب ديفيد بالداتشي: ( الكتابة أفضل من أي مخدر، فهي لا تجعلك تشعر بالرضا عن نفسك وحسب، بل تشعرك بالرضا عن كل شيء.)
أتساءل كيف شكل الحياة دون الكتابة؟
إذن تنعدم الرسائل وتختفي الكتب وماذا أيضا؟
تقول سارا غروين عما يدفعها للكتابة:
( الشيء الوحيد الذي يدفعني للجنون أكثر من الكتابة هو عدم الكتابة)
ويقول غيش جين:
(الكتابة هي جزء جوهري من وجودي في هذا العالم. فالأكل والنوم والكتابة؛ أمور تسير جنباً إلى جنب. إنني لا أفكر لماذا أكتب أكثر مما أفكر لماذا أتنفس.غياب الكتابة أمر سيئ تماما كما هو عدم التنفس.)
ويبقى السؤال لم لا نكتب؟ وليس لماذا نكتب!
كتبته/ أحلام الشريف
1446-1-6
رشيقة كتابتك، لم تصبها تخمة التصنع، ملأى بروحك المنسابة من بين غمام ومزن، كريمة ومحبة للحياة، ولذلك نحمد الله على أحلام التي ما زالت واقعًا نحظى بربيعه وجماله.
مرحبا وأهلا وسهلاوالحمدلله عليك ياعيون أحلام ويا ريحة المطر وزهور الربيع انت
رائعة تلامس الوجدان كتاباتك دائما
سلمت 🪷